سيلفى العمليات: لا حقوق لمريض ولا قدسية لـغرفة الجراحة ، معاناة وطن

سيلفى العمليات: لا حقوق لمريض ولا قدسية لـغرفة الجراحة ، معاناة وطن


«ساعة الحظ ماتتعوضش» مقولة يؤمن بها الكثيرون ويمعنون فى تطبيقها حتى فى أحلك الظروف، لكن كثيراً من الخروقات تقع باسم الحظ والسعادة ومحاولة اقتناص اللحظات المثيرة، أزمنة وأمكنة لا تحتمل سوى الوقار واحترام اللحظة على رأسها تلك التى تمر بالأطباء داخل غرف العمليات الجراحية، ليس الجميع يؤمنون بقدسية المكان أو الزمان فينطلقون بالتقاط «السيلفى» الذى أودى بكثير منهم إلى التحقيق والفصل، لكن يبدو أن التجربة لم تكن مؤلمة بما يكفى، حيث تتوالى المزيد من صور السيلفى للأطباء فى غرف العمليات دون ضبط.

قبل أيام، داخل مستشفى قصر العينى، وفيما انكب مجموعة من الأطباء فوق جسد صغير مسجى على طاولة العمليات، انخرط مجموعة من الأطباء الشباب فى التقاط صورة سيلفى لأنفسهم بكثير من السعادة، معنونين صورتهم التى نشروها لاحقاً بصفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» باسم: «سيلفى العمليات». السيلفى الذى أدى إلى إقالة عدد من مسئولى مستشفى «فنجتشنج» الخاص بمدينة بشيان الصينية بسبب واقعة مشابهة، قاد وزارة الصحة فى مولدوفا لاتخاذ إجراءات تأديبية بحقّ طبيب نشر صورة سيلفى من غرفة العمليات، بينما يظهر خلفه مريض والطاقم الطبى، بينما أصدرت وزارة الصحة السعودية، فى واقعة شهيرة لموظفة أتت بالفعلة ذاتها، قراراً نهائياً بإعفاء موظفة «السيلفى» من منصبها، إلا أن الانتهاك المتكرر يقع فى مصر بانتظام، بحسب أيمن السبع، الباحث فى برنامج الحق فى الصحة بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، دون حساب لأحد: «هناك وقائع أكثر تعقيداً تحدث بشكل يومى داخل غرف العمليات، بعض الأطباء يرد على هاتفه داخل غرفة العمليات وأحياناً يسقط الهاتف فى بطن المريض، فيما تقع نظارته فى أحيان أخرى، بينما تتعدد صور السيلفى ويصل الأمر أحياناً إلى تبادل النكات والضحك» قصص صادمة من الباحث الشاب، الذى أكد أن المريض داخل غرفة العمليات يكون فى أضعف حالاته ويعد شخصاً فاقداً للأهلية، لذا تتضاعف حقوقه. «السبع» أشار إلى ثلاثة أشكال من انتهاك حقوق المريض تتضمنها صور «السيلفى»، يقول: «الأطباء الصغار عادة ما يكونون منبهرين بغرفة العمليات فيقعون فى أخطاء ثلاثة، أولها كسر الاحترازات والإجراءات، كخلع الجوانتى والكمامات ما يمثل خطورة مباشرة على المريض الذى من الممكن أن يصاب بعدوى فى هذه اللحظة، أما النقطة الثانية فتتعلق بظهور المريض من عدمه فى الصورة فاقداً للوعى، أما النقطة الثالثة أن يتم التقاط الصورة فى توقيت حرج أثناء العملية ما قد يترتب عليه مضاعفات على حالة المريض»، التجاوز يتعدى مجرد تحقيق مع طبيب كسر قواعد المستشفى وغرفة العمليات، يوضحه «السبع» بقوله: «الطبيب الذى يلتقط صورة بهذا الشكل يهين نفسه فى المقام الأول، حين يظهر بهذا الشكل، كيف سيأتمنه حتى أصدقاؤه على أنفسهم حين يدخلون غرفة العمليات يوماً ما». الواقعة التى تكررت من قبل بأحد المستشفيات الشهيرة بالإسكندرية، وقعت فى مستشفى العريش العام، ومستشفى جامعة قناة السويس، لا يترتب عليها مسئولية قانونية وأدبية إلا فى حالتين بحسب الدكتور هانى مهنى، عضو مجلس نقابة الأطباء، فإما يقوم المريض أو أحد أفراد عائلته بالإبلاغ أو أن تقوم المستشفى نفسها بضبطه ومعاقبته، والشكوى المذكورة تكون لنقابة الأطباء أو إدارة المستشفى.